إيران تستنكر فيلم الفتنة ونواب الأردن يدعون لمقاطعة هولندا | | |
استدعت إيران الأحد سفير هولندا لديها رادينك فان فولنهوفن ودبلوماسيا من سلوفينيا التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، وأبلغتهما باحتجاجها على فيلم "الفتنة" المسيء للإسلام والذي بثه النائب اليميني الهولندي غيرت فيلدرز، بينما دعا نواب أردنيون حكومة بلادهم إلى مقاطعة هولندا.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن الدبلوماسيين استدعيا إلى مقر وزارة الخارجية، مضيفا أن السفير الهولندي أكد لدى خروجه أنه قدم "اعتذارات" على بث الفيلم وأن هذا الأمر كان موضع شجب من حكومته.
لكن وزارة الخارجية الهولندية نفت ذلك، وقال متحدث باسمها إنه "لم يتم التعبير عن أي أسف"، مؤكدا أن "السفير عرض رأي الحكومة الهولندية كما عبر عنه رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية وهو النأي بنفسها عن الفيلم".
وحث نواب إيرانيون الشهر الماضي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع هولندا والدانمارك التي نشرت صحفها عامي 2006 و2008 رسوما كاريكاتيرية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان فيلدرز -وهو زعيم حزب الحرية المعادي للهجرة- قد دشن فيلمه الخميس الماضي، وهو يدمج صورا لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة مع نصوص من القرآن الكريم، كما يدعو إلى نزع آيات قرآنية "مليئة بالكراهية" حسب زعمه، ويعرض رسوما مسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
تهديدات بالمتابعة
وبدورهم طالب 53 نائبا أردنيا الأحد في مذكرة رفعت إلى رئيس الوزراء بطرد سفير هولندا من عمان وقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلاده.
ويوم الجمعة أعربت حملة "رسول الله يوحدنا" التي تشكلت في عمان من ثلاثين مؤسسة إعلامية أردنية بعدما أعادت صحف دانماركية نشر الرسوم المسيئة- عن عزمها مقاضاة فيلدرز.
وهددت شركات هولندية من جانبها بمتابعة النائب الهولندي إذا أدى فيلمه إلى مقاطعة تجارية تضر بصادرات البلاد. وقال رئيس المنظمة الهولندية لأرباب العمل برنارد فينتيس "لا أعرف إذا كان فيلدرز غنيا أو يملك تأمينا جيدا، لكن إذا تعرضنا لمقاطعة فسنرى إذا كنا نستطيع تحميله مسؤولية ذلك".
وكان رئيس الوزراء الماليزي السابق محاضر محمد دعا المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الهولندية احتجاجا على هذا الفيلم. وقال "إذا توحد المسلمون فمن السهل القيام بفعل مثل هذا"، مضيفا "إذا قاطعنا منتجاتهم فسيغلقون مصانعهم".
مناهضة للعنصرية
ومن جهتها أدانت جمعية فرنسية لمكافحة العنصرية الأحد فيلم فيلدرز، واصفة إياه بالعمل "غير المسؤول".
وقالت الجمعية في بيان إن الحركة المناهضة للعنصرية والمؤيدة للصداقة بين الشعوب "تدين بشدة هذا الفيلم القصير المعادي للإسلام، وترى أن موقف الأشخاص الذين يقومون ببثه في فرنسا والخارج عمل غير مسؤول ويولد الإجرام".
وفي باكستان عززت السفارة الهولندية الحراسة الأمنية على موظفيها ومصالحها في مدينة كراتشي مخافة التعرض لهجوم بعد بث فيلم "الفتنة" على الإنترنت.
وقالت السلطات الباكستانية –التي استدعت بدورها سفير هولندا يوم الجمعة وعبرت له عن احتجاجها- إنها نصحت الرعايا الهولنديين على أراضيها بالتقليل من تحركاتهم وتفادي الأسفار غير الضرورية.
وفي إندونيسيا تظاهر المئات من طلبة مدرسة إسلامية في مدينة ماغيلانغ بولاية جاوا مستنكرين الفيلم الهولندي، وذلك بعد دعوة وزير الشؤون الاجتماعية الإندونيسي بختيار شمسية المنظمات الإسلامية في بلاده إلى الاحتجاج.
استنكار دولي
وقد واجه فيلم النائب الهولندي استنكارا دوليا حيث أدانه وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث ووصفه بأنه "مغال في العدوانية" و"يقرن الإسلام بالإرهاب وأعمال العنف"، وأضاف أنه "محاولة واضحة لبث التنافر ونزع الثقة بين المجتمعات".
كما استنكر هذا العمل المسيء للإسلام وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قائلا إنه "يمثل إساءة وإهانة لدين يعتنقه أكثر من مليار من المسلمين في شتى أنحاء العالم".
وفي السياق نفسه عبرت دول الاتحاد الأوروبي عن رفضها للفيلم، واعتبر وزراء خارجيتها المجتمعون في سلوفينيا السبت أنه "يخلط بين الإسلام والعنف".
كما أدان الفيلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، واعتبرته منظمة المؤتمر الإسلامي "تحريضا على الحقد"، في حين عبر حلف شمال الأطلسي عن قلقه من أن يؤدي الفيلم إلى تدهور الأمن بالنسبة للقوات الأجنبية في أفغانستان والتي تضم 1650 جنديا هولنديا.