موضوع: الطريق إلى القصر الجمهوري! 22nd أكتوبر 2008, 11:07 pm
بقلم :إسلام مصباح
اليوم أنقل لكم لمحة غريبة، الموقف كله لم يستغرق ثلاث دقائق، ولكنه أثّر في كثيرا، وجعلني أسبح لساعات طويلة بعد الموقف في عوالم من الخيال، وجعلني أقص الحدث البسيط على أصدقائي مرات ومرات. حدث الأمر في مصر الجديدة حينما كنت في طريقي إلى مشوار خرافي في المعادي ومنه إلى المقطم ثم العودة مرة أخرى إلى بيئتي الأصلية في المنصورة، والسماء تلهب رأسي بألف سوط من الحر الخانق، وأنا أدعو الله أن يقبل بي أي تاكسي في هذه الساعة الكئيبة، وأخذت أقارن بين جوِّ المنصورة المنعش الجميل، وجو القاهرة الخانق الملوث... وفي زمرة أفكاري شاهدته، كان رجلا طاعنا في السن يرتدي جلبابا أبيض بسيطا ويتكئ على عكاز محاولا عبور الشارع، ولكن العربات المسرعة لم تُعطِه الفرصة أبدا، ساعدته على عبور الشارع بخطواته البطيئة ويده المهتزة الضعيفة في يدي، ووجدت في عينيه نظرة امتنان، ثم أخرج من جيبه ورقة صغيرة مهترئة وأعطاها لي وأشار لي أن أقرأها. سألته في بساطة: - أنت منين يا حاج؟.. لم يجب.. وأشار إلى الورقة لأقرأها، أخذت أتأمل الورقة وأنا لا أعرف ماهيتها، ورقة صغيرة رُسِم عليها شيء لا أدري ما هذا الشيء، مجموعة من النقاط المنفصلة والتي تذكرنا بخرائط الكنوز في الروايات والقصص، قلبت الورقة رأسا على عقب عدة مرات محاولا فهم محتواها ولكنني لم أستطع.
سألته: - أنت رايح فين يا حاج؟.. لم يجب.. فقط أشار إلى الورقة، حاولت أن أتخذ شخصية "لارا كرافت" أو "إنديانا جونز" وأفهم مدلول الورقة، هل هي خريطة لمصر الجديدة ويريد أن يذهب إلى مكان ما على تلك الخريطة؟.. هل هي مكتوبة بلغة غريبة لا أفهمها؟.. إن لم أفهم هذه الورقة فإن كل روايات "جيمس بوند" و"رجل المستحيل" و"شرلوك هولمز" قد ذهبت هباء، ثم فجأة وكأن ضربة أصابت أسفل عنقي جعلتني أفهم مدلول الورقة وأنظر إلى الشيخ في تمعن وأرمقه في غباء.. لقد كتب على الورقة بهذا الخط الجهنمي جملة واحدة "منزل الرئيس حسني مبارك". الشيخ يريد الذهاب إلى القصر الجمهوري، بالتأكيد لن يكون ذلك للقاء أحد أقاربه أو لأن العنوان الذي يريد الوصول إليه بجانب القصر الجمهوري، بل لأنه يريد أن يلقي بشكوى أو يلقي همومه في جعبة الرئيس، ثم إن الرجل كتب عبارة "منزل الرئيس"، وكأنه منزل عادي جدا يمكن أن تذهب إليه بكل بساطة وتقابل الرئيس، وقد يمتد بك اللقاء معه إلى موعد العشاء، فتأكل وتشرب الشاي وتتسامر وتلقي بشكواك ثم تعود إلى قريتك.. بالتأكيد حالة هذا الشيخ العقلية ليست في أفضل الحالات، فضلا عن عدم قدرته على النطق أصلا. وقفت للحظات أفكر في مصير هذا الرجل، ونمى في عقلي خيال سابح بأنه سيذهب إلى القصر الجمهوري ويلتقي بالحراس؛ ليقول لهم بكل تأدب بأنه يريد لقاء رئيس الجمهورية، فيخرج له أحد رجال القصر ليعرف مما يشكو الرجل ومبعث ألمه، ثم يَعِدُه -بوعد صادق- بأنه سيحل مشكلته أو -إذا كانت مشكلة عويصة- سيوصلها إلى سيادة الرئيس ليحلها بنفسه. ووجدت نفسي أمام عدة اختيارات، هل أدله على الطريق إلى القصر الرئاسي؟.. أم أدله على الطريق الذي يمكنه من العودة إلى قريته؟.. أم أحاول أن أستمع إلى مشكلته وأحاول حلها إن استطعت؟.. بالتأكيد المشكلة عويصة جدا وإلا لما لجأ إلى منزل سيادة الرئيس نفسه.. مددت يدي في جيبي محاولا إخراج أي شيء لمساعدة الرجل، ولكني بنظرة أخرى عرفت أنه ليس من هذا النوع، بالتأكيد سيرفض هذا النوع من المساعدة.
ثم وجدت أنه ما من حل لمشكلته أو مشكلتي، والحل الأفضل بالنسبة لي في هذه الحالة هو الهروب، قلت: - والله يا حاج أنا مش من المنطقة دي!..
ثم أعطيته الورقة وأسرعت بالفرار من أمامه، ثم نظرت ورائي مرة أخرى لأرى ارتباكه واضحا وهو يتحرك في خطى بطيئة نحو شخص آخر ليعطيه الورقة إياها، وما زلت أتساءل حتى هذه اللحظة عن مصير هذا الرجل؟!...
NiNoU
موضوع: رد: الطريق إلى القصر الجمهوري! 9th أبريل 2009, 3:04 pm
بصراحة حرام كان دله على الطريق وسابه على بركة الله
ليه نستصعب أمور يمكن تكون سهلة
حيقعد الراجل يسأل من واحد لواحد
عموما القصر الجمهوري اعتقد دخوله اصعب من دخلو السجن للفرجة
يعطيك العافية يا عمدة للتوبيك دائما هادف من خلال مواضيعك