ألسنـا نعلم أن مصيرنـا الموت و أنه قد يأتيـنا بغتة ؟
فهل تهيأنــــا له ؟
أم أننا كتلك المرأة ؟
بمقارنة بسيطـــة ، وجدت أننــا مع الأسف ، نشبهها في تقصيرهـا الى حداً كبير .
فهي لم تُرجع أغراض جاراتها إليهم ،
ونحن مكبلون بالأمانات و المستحقات للآخرين ،
فقد أكلنا حق هذا ، و ظلمنـا ذاك ، و اعتدينا على إخواننا المسلمين و آذيناهم ،
فلم تسلم منا أعراضهم و لا أنفسهم ،
و لنحــذر إخوتي قبل أن نقع فيمـا وقعت فيه أختنا ،
عندما تركت بيتها لمن بعدها قذراً و مهملاً ،
ولنبُادر إلى منازلنـا من الآن ، فننظفهـا من المنكرات ،
و نعمرُها بطاعة الله.
و لا نترك تلك المُهمة لمن بعدنا من الورثة ، فربمـا لا يكونون أهلاً لها ،
فنحمل ذنوبهم إلى ذنوبـنا و العياذ بالله .
و الأهـــل والأقــارب لنكن معهــم في وداعٍ دائم ،
فالوداع من اللحظـات الحميمـة ، التي تتسامح فيهـا القلوب،
و تتصافى فيها النفوس ، لأنهـا قد أيقنـت بالفُراق ،
فلنجدد ذلك الوداع ، بأن نُحسـن علاقتنا بأقاربنا ،
فنطلب العفـو و السمـاح ممن أخطأنا بحقــه ،
و نواصـل من قطعــــنا ،
و نواسي من يحتـاجنا ،
حتى إن غادرنا ،
كنا كمن طاف بأهله فودعهم جميعـاً ،
و ترك في قلب كلٍ منهم ذكراً طيباً و ترحماً عليه .
والآن بقي الأهــــم ..
حتى لا نُدرك مدى تقصيرنا واستهتارنا بعد فوات الأوان كما فعلت تلك المرآة
لنبدأ بتجهــيز أمتعتنا للرحيل بأي وقـــت ، فنبادر للتوبة ونعزم على الإستقامة و الإنابة ، و نحرص على الاستزادة من أعمال الخير و البر ، و مداومة الصلاة و الذكر ، و الابتعاد عن الفتن و أبواب الشــــر ،
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمـاد ستندم إن رحلـت بغير زاد *** وتشـقى إذ يناديك المـنادي فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفسـاد ولا تــفرح بمــال تقتنيـــه *** فإنك فيــه معكــوس المراد وتب مما جنيت وأنت حــي*** وكن متنبهــا قبــل الرقــاد أترضى أن تكــون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟
فالبــدار ، البــدار أحبتـي
و لنستعـد من الآن للإنتقال
من دار الابتلاء ونبع الفتنة ، إلى دار الطمأنينة و روضة من رياض الجنة ,
أسأل الله أن يُحسن لنـا و لكم الختـــام ، وأن يطـهرنا من الذنوب و الآثام ،
و أن يرزقنـا شفاعة خـير الأنام ،عليه أفضل الصلاة و السلام ،
--------------------
نور { مـديـرة الـمـنـتـدى }
موضوع: رد: خــــ ــ ـــروج نهــ ـــ ـــائي 9th أغسطس 2007, 5:38 am
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمـاد ستندم إن رحلـت بغير زاد *** وتشـقى إذ يناديك المـنادي فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفسـاد ولا تــفرح بمــال تقتنيـــه *** فإنك فيــه معكــوس المراد وتب مما جنيت وأنت حــي*** وكن متنبهــا قبــل الرقــاد أترضى أن تكــون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟