هل يصح إطلاق مثل هذه العبارة : فلان مكتوب عليه التعب والشقاء ؟
بعض الناس إذا رأى شخصاً يتعثر كثيراً في الأمور المالية والاجتماعية ونحو ذلك , يقول : فلان مكتوب عليه التعب والشقاء ؟ فهل يصح إطلاق مثل هذه العبارة أو نحوها ؟
ويجاوب على ذلك الشيخ عبد الرحمن السحيم
وهل اطَّلَع من أطلق مثل تلك العبارة على ما كُتِب على فلان ؟
وهل كل تعثّر يُعتبر في ميزان الشرع تَعَب وشَقاء ؟
الجواب : لا
فقد يكون التعثر أو التعب سبب في رفعة درجات المؤمن يوم القيامة ، فلا يكون شقاء في حقه .
وفي الحديث : إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه .
ففي الحديث : يَوَدّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعْطَى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرِضَتْ في الدنيا بالمقاريض . رواه الترمذي .
وقد يكون البؤس في الدنيا سبب للنعيم في الآخِرة ، وفي الحديث : يُؤتَى بأنْعَم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيُصْبَغ في النار صبغة ، ثم يُقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مَرّ بِكَ نَعِيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ويُؤتَى بأشدّ الناس بُؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيُصْبَغ صبغة في الجنة ، فيُقال له : يا ابن آدم هل رأيت بُؤساً قط ؟ هل مَرّ بِك شِدّة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مَرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط . رواه مسلم .
فالعبرة إذا بالنهايات ، وبِما يَؤول إليه الأمر .
وإنما تكون من باب التسلية للمُصاب بأن ما وقع له قد كُتِب عليه ، ولا يُفتَح له باب اللوم ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قُل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان . رواه مسلم .
والله أعلم .