هــــاربة
تحبُّ الهرب
لتخفي كلَّ الجمال الذي ينام في وجْنتَيها
حين أقبِّلُ الطرق التي تقفز عليها
مثل فراشة اعتنقت مَذْهَب الأرانِب
و رغِبت في اللِّحاق بقطار العشقِ
نحوَ قمرٍ
لا يَملُّ من عزف أناشيد الجَندولِ الإيطالي
الذي يتسلق جبال الأَلبْ
ليلقي بتفاحة الجاذبية فوق سطوري
حيثُ تهربُ هي
و تتركُ حُمرة وجنَتيها
تُحيِّرُ قلمي الذي يُلاحقها
و يقفز من سطرٍ
إلى سطرٍ
مُخلفاً
جمَرةً تشتعل بين شَفتيها
حين تضحكُ
و تغرِقَ العالم بمطر الهوى
فأنا و سطوري
أوراقُ شجرٍ
ملقاة بإهمالٍ فوق أَوعية دمها
ننتظر نَداها كلَّ يوم
مثل نبضٍ ترتعِشُ معه شامة
نائمة بين أحضانِ يديها
تناديني
لأَكتُبها
لأعلنَ تحررَ وجهي من تفاصيل الصَّمت
لأُحبها أكثر
كلما هربت
و نظرت للخلف
لتراني اضحك
و اكتب
و انتفض مثل الثورة الحمراء
حين ألبسها لسطوري و لأبجدياتي
و أحيِّرَ بها علماء اللغة
إلا عيناك
أه كم أحبك
يا هاربة